السبت، 27 نوفمبر 2010

000 بسلطان العقل والمال 000

كان ياما كان

=======

==

كان فيه سلطان له بنت وحيده أسمها زهور جمالها يسحر العيون ؛ من يرأها يقول :

سبحان من أبدع فى خلقه بالجمال ؛

وكان له وزير ماكر ومكير

يحب السلطان بالكلام المعسول

الذى يجعل الملك منه مسرور

وكان الوزير يرسم ويخطط

فى سبيل ألوصول ألى قلب زهور؛

ولكن زهور كانت تكره الوزير

وأمها الملكه كانت رافضه هذا الوزير

لانها تعلم انه مخادع

يريد الوصول لان يكون سلطان

وكانت لها عيون تراقب الوزير

وتعلم ماذا يقول وماذا يخطط من أمور

ومنها مراقبة أبنتها زهور

==

كانت الاميره زهور

تخرج بين الحين والحين متنكره فى زى الرعيه

لتشترى ماتريد وتلهو مع وصيفتها وتعود ؛

وذات يوم خرجت زهور هى ووصيفتها بدور

وقصدا حانوت لبيع المجوهرات؛

يملكه رجل اسمه غندور

له ابن وحيد اسمه نور

وكان الغندور يملك المال والذهب والمجوهرات

وفى صنعته ماهر ولبيب ؛

دخلت زهور الحانوت والقت السلام على نور ؛

حين رأها سكت لسانه وجف ريقه

وتحجرت الكلمات ولم يجيب

فقالت له زهور :

أنت يا هذا ألا تسمع؟

رد نور: كمن يستيقظ من نومه

وقال: وهو ينظر لها

وعيناه تريد ان تخرج منه

وتذهب أليها وقلبه يرج ثوبه

كى ينادى عليها

قال :

سبحان الله ماهذا الجمال الذى أراه

انا فى حانوتى الان ؟

اننى فى مكان غير المكان

وزمان غير الزمان؛

قالت له زهور وهى تبتسم فتزداد جمالا

: ولكنك حتى الان لم ترد السلام يا هذا؛

رد نور: أنا اسمى نور أبن الغندور

ولكن خبرينى بربك

ما أسمك يا حورية البنات؛

ردت زهور وهى تحاول ان ترسم

على وجهها علامات ألغضب

وقالت له :

ارى أنك مغرور يا أبن الغندور

وحتى الان لم ترد علينا السلام

وتغازل الزبون وهذا لا يحق ولا يجوز؛

رد نور فى خجل :

أعذرينى

لقد ملكتى العقل والقلب فى لحظه

انا الان اطير؛

ردت زهور وامسكت بوصيفتها

كمن يريد ان يغادر المكان

وقالت:

يبدو أننى أخطأت المكان ؛

هيا يا بدور نمشى من هنا؛

رد عليها نور بسرعه :

أعذرينى

جمالك فتان تفضلى لكى ما تريدين

أهلا وسهلا بكما انتما نورتما المكان؛

ابتسمت زهور وذهبت تجول

على ألمعروضات وعينيها على نور

وعيون نور معها تجول ؛

وقفت زهور أمام لافته

مكتوبه على الحائط كتب عليها

======

(( بسلطان المال أصبحت انا السلطان ))

======

نظرت زهور وتاملت الكلمات وضحكت

وقالت لنور :

أذن انت سلطان يانور

ضحك نور وقال :

الله

أحببت اسمى الان

لأول مره أعرف أنه بهذا الجمال ؛

أرجوكى أخبرينى ما أسمك

ردت زهور :

انا زهور يا نور وهذه أختى بدور

ولكنك لم تجيب عن سؤالى

رد نور: وما هو السؤال كى أجيب؟

نظرت نور الى الافته

وأشارت له

وقالت: بخصوص هذا المكتوب

ضحك نوروقال:

أن كنت أنا سلطان يا زهور

سوف تصبحين أنتى الملكه والسلطانه؛

ضحكت زهور

وقالت : كيف يا نور؟

قال نورعلى الفور : أخبرينى يا نور أين تقيمين

من هو أبوكى حتى أذهب اليه

وأعطيه ما يريد منى مهراً؛

ضحكت زهوروقالت :

أراك جاداً يا سلطان؛

رد نور وهو ملهوف

نعم نعم يا زهور

بدونك سوف أموت؛

خفق قلب زهور ونظرت الي نور

نظرة من يودع حبيبه

وهمت بالخروج

وهى تقول لنور :

راقبنى من بعيد يانور

وسوف تعلم من أكون

وأنت كما تقول سلطان

والسلطان طلبه مقبول

==

خرجت زهور مع وصيفتها من حانوت الغندور

وظلت فى طريقها تشكى هواها وعشقها

الذى ولد فى قلبها

ونور يراقبهما

حتى وصلا الى باب قصر السلطان

نظرت زهور الى نور وأشارت له

ودخلت القصر وهى تبدو عليها علامات الذهول ؛

وذهب الجاسوس الذى يرسله الوزير لمراقبة زهور

وأخبر ألوزير ان زهور مكثت مده طويله

فى حانوت الغندور مع نور؛

==

وحين دخلت زهور القصر

ذهبت الى أمها وقالت لها :

أماه ؛

ردت أمها :

ماذا أحل بكى يا زهور؟

ونظرت ألى وصيفتها

وقالت فى لهفه :

ماذا حدث؟ هل من مكروه؟

ردت بدور بسرعه :

لا لا يا مولاتى كل شىء بخير؛

نظرت السلطانه الى أبنتها

وجدتها شارده فأمسكتها بغضب

وقالت :

ماذا حدث يا زهور؟

ردت زهور وهى تحتضن أمها

: نور ياا ُماه

ردت أمها فى أستغراب

: وأين هذا النور يا أبنتى ؟؟

القصر كله منير ماذا تعنين؟

ردت زهور: لقد أحببت نور يا أماه

نظرت أمها الى بدور بغضب

وقالت: فسرى لى ما تقول يا بدور؛

قالت بدور:

هى تقصد يا مولاتى نور أبن الغندور؛

ردت السلطانه : ماذا فعل هذا ألنور؟

قالت زهور: أحببته ياأماه

انا لا أعلم ماذا حدث لى؟

قاطعتها ألسلطانه فى غضب

: لا تقولى مثل هذا الكلام

أو تذكريه بعد الان

ومن ألان لن تخرجى من ألقصر

وهمت غاضبه وتركتها مع بدور

==

نعود ألى نور

حين عرف أن من يهواها قلبه

هى أبنة السلطان والزواج منها محال؛

أخفى همومه وصارالناى له صديق

وألدموع صارت تروى الخدود ؛

شعر ألغندور أن حال أبنه تغير

وصار حزين

جلس معه وقال له :

مابك يا نور؟ أراك يا بنى دوما مهموم

ماذا حدث؟

أنت أبنى ألوحيد

ولا ينقصك شىء من متاع ألحياه ؛

هل تريد ألزواج يا نور؟؟

خبرنى يا ولدى من هى ؟

وغداّ نذهب لأبيها وقريباً يتم الزفاف ؛

نظر نور ألى أبيه وقال :

هل أنت حقاً يا أبى سلطان ؟

ضحك أبيه وقال:

أطلقوا علىّ هذا أللقب يا بنى

من براعتى فى صنع ألمجوهرات

وأنا حقاً سلطان

ألا تحبنى يا نور؟ ؛

بكى نور وأحتضن أبيه

وهو يقبله ويداعبه ويقول

: أحبك يا غندور

ثم جش فى بكاء شديد

جعل أبيه يبكى معه

دون أن يعرف ألسبب؟؟

هدء ابيه من روعته

وهو يقول له معاتباً

: أتريد موتى يا نور؟

ألا تعلم انك روحى يابنى ؟

لما تقسو علىّ ؟ ؛

رد نور : انا أحب يا أبى

مسح الغندورعينيه بسرعه وهو يقول

: وهل ما تقوله يحزن يا ولدى

حتى تجعلنا نبكى ؟؛

رد نور فى حزن

: التى أحببتها لن يوافق أبيها علىّ يا أبى ؛

وهنا ثار الغندور متحدياً كلام أبنه

وقال :

بنت من هى ؟ وأبيها هذا من يكون ؟

حتى يرفض نور ابن السلطان الغندور؟

رد نور بصوت خافت حزين

وهو ينظر ألى أبيه

: أنها زهور أبنة مولانا السلطان يا أبى

==

كانت كلمات نور كوقع ألصاعقه على أبيه

وبعد فتره من الصمت قال له

: ولكن خبرنى يا نورأين شاهدتها يا بنى؟

أنت لا تخرج من ألحانوت ؛

قال نور: هى التى أتت هنا يا أبى

أخذت منى عقلى وقلبى ؛

سكت الغندور وبعد فتره قصيره

مرت كأنها ساعات

قال لولده : هيا نفتح ألحانوت

وأرجوك يا بنى أنسى ما كنت تقول؛

ألا تعلم أنها ستكون زوجة للوزير؟

وهذا الوزير رجل مكير؟

سأبحث لك عن أجمل منها

حتى وأن كانت من بلاد غير ألبلاد ؛

وقام نور مع أبيه وفتح الحانوت

وعاد الى الناى الحزين

رافضاً أى كلام من أبيه

عن أى فتاه يعرضها عليه

==

نعود الى زهور

ألتى تصنعت أنها لا تبالى

بنور

حيث أخبرت أمها أنها كانت تمزح معها

ولم يحدث شيئاً مما كانت تقول

عن نور أو غير نور

بقصد أن لا تحرمها أمها من ألخروج متنكره ؛

وبعد بضع أيام

طلبت زهور من أمها

أن تخرج هى ووصيفتها

وأمام ألحاحها على أمها

وحب أمها لها

وافقت السلطانه

وهمت زهور الى أرتداء ثياب التنكر

وخرجت مع بدور الى حانوت الغندور؛

وحين دخلت كان نور يعزف بنايه الحزين

وقفتا دون ان يشعر بهما نور

وبعد فتره ليست بالقصيره ؛

تنحنحت زهور وضحكت

وقالت لنور

: عزفك على الناى بديع يا نور؛

هم نور تجاه زهور وجرى نحوها

ولم يشعرا الا وهما يحتضنان بعضهما

وبدور تقول

: مولاتى مولاتى حارس الوزير رأكما ؛

أبتعدت زهور عن نور

وبكت وخرجت مسرعه هى وبدور

واضعه يدها فوق فمها الذى التهمه نور

وعادت مسرعه الى القصر

وخلفها تجرى بدور

ترتجف خوفاً مما سوف يحدث لها ولزهور

وحين دخلت زهور القصر كانت امها فى انتظارها ؛

وحين رأتها نظرت الى وجهها

وقالت صارخه فى وجه بدور

: خبرينى يا ملعونه

ماذا حدث هذه المره

وقبل ان تجيب بدور

كان الوزير أمامها وامسك يد زهور

وهو يهزها بقوه ويقول :

ماذا فعلتى ؟

وتدخلت السلطانه فى الحال

طارده الوزير من القصر

وهى تقول : أخرج ودعنى انا وابنتى ؛

وعلى الفور هم الوزير بالخروج

وقبل ان يخرج

حضر السلطان

فقال له الوزير فى الحال

: ابنتك يامولاى

كانت فى احضان ابن الغندورالان ؛

وتدخلت السلطانه وقالت للوزير

: ألم اقل لك اخرج انت من هنا ؟

خرج الوزير

وجلس السلطان مع زوجته وابنته ومعهم بدور

وقال :

أخبرونى بما حدث قبل ان افقد اعصابى؟

ردت السلطانه موجه كلامها الى زهور :

أخبرى أباكى وأخبرينى ماذا حدث يا زهور؟

نظرت زهور الى امها وظلت تبكى

واضعه يديها على وجهها

وهنا ثار السلطان وقال لزوجته :

سوف اتركك الان مع ابنتك

واخبرينى عند عودتى بكل ما حدث ؛

تركهم السلطان وتوجه الى مجلسه

وجاء الوزير وقص عليه

ما شاهده الحارس

ليُخضع الملك على سرعه زواجه من زهور

==

جلست السلطانه مع ابنتها

وهى مثل البركان الثائر

وقالت لبدور: هل ابتعدتى عنها يا بدور؟

ردت بدور بسرعه

: لا يامولاتى واقسم بالله لم تتركنى

ولم اتركها من خروجنا الى عودتنا ؛

قالت السلطانه فى أستغراب

: اذن ماذا حدث ؟

وما الذى يشير اليه هذا الوزير؟

ردت بدور فى خوف :

مولاتى ذهبنا الى حانوت نور

وشاهدنا حارس الوزير؛

ردت السلطانه وما ألامر يا بدور

قالت بدور :

مولاتى زهور تحب نور ابن الغندور بجنون ؛

ثارت السلطانه وهبت فى زهور وبدور وهى تقول

: ألم تخبرانى انه لا يوجد شىء من هذا ؟

خرجت السلطانه متوجهه الى السلطان

وكان جالساً معه الوزير

فقالت موجهه كلامها للسلطان

: بعد أذنك يا مولاى اريد ان نجلس سويا ؛

نظر السلطان الى الوزير

الذى هم واقفاً طالباً الاذن بالخروج ؛

وبعد ان خرج قالت للسلطان

: ألامر بسيط يا مولاى لا يتعدى أعجاب

وطيش شباب ولم يحدث شيئاً من المحرمات

التى تسىء لنا ؛

رد السلطان على زوجته وهو حزين

وقال :

انتى تعلمين ماذا تعنى عندى زهور

انها أبنتى الوحيده واغلى ما فى دنيتى

ولكن تفعل ما فعلته ؟ كيف كيف يا أمرأه

ردت زوجته بخبث النساء

: أرى فى كلام مولاى ان الوزير ألملعون

أساء الى ابنتنا يا مولاى ؛

رد السلطان

: ألا تعلمين ان ابنتك تحب نور يا أمراه ؟

ضحكت امها وقالت للسلطان فى هدوء

: أنت تعلم يا مولاى

ان زهور قلبها رقيق وحين تُحب

تُحب الشىء بجنون

وأقتربت منه كى تداعبه وينتهى الموضوع

ألا أن كلام الوزير جعله يغضب من زهور

فقال لزوجته :

من الان فصاعد تحبس زهور

فى جناح من القصر ولا تغادره مهما يكون

وأن خالفتى ما اقول

سيكون حسابى معكى انتى عسير

وفى الحال

أمرت السلطانه بوضع ابنتها ووصيفتها فى جناح واغلقت عليهما ألابواب

وأخذت السلطانه المفاتيح وأعطتهم الى السلطان

وكان الطعام والشراب يدخل لها بميعاد

وفى وجود السلطان

==

نترك قصر السلطان

ونعود الى حانوت الغندور

حيث ذهب الوزير الى الحانوت

وجد نور يعزف بالناى

وابيه يبدع فى صناعة المجوهرات

وما ان رأه الغندور

حتى هم واقفاً مبتسما مرحباً

ولكن الوزير لم يبالى به

واتجه صوب نور

واشاراليه بأستهزاء وهو يضحك ويقول

: أأنت نور يا هذا ؟

رد نور : نعم يا مولاى انا نور

قال الوزير فى غضب

: كيف تجرء يا صعلوك ان تلمس بنات الملوك ؟

رد نور بسرعه : انا لم المس أحد

رد عليه الوزير محذراً اياكَ من الكذب

: لا تكذب يا حيوان

انا لى عيون وأعرف حقيقة الامور ؛

ونظر الوزير فشاهد الافته التى رأتها زهور

وقال موجهاً كلامه الى الغندور

وهو يشير الى الكلام المكتوب

ما هذا يا رجل

أظننت انك بمالك اصبحت سلطان ؟

وساد صمت لمدة ثوانى

بعدها قال الوزير فى تهديد

: ألويل لك انت وابنك منى ؛

وخرج من المكان

==

وتناقلت الألسنه قصه حب ألاميره زهور ونور

والوزير يدبر ألمكيده لنور وابيه ؛

وفى يوم من الايام

جلس الوزير وقال للسلطان بخبث ودهاء

: مولاى أرى أن تزوج زهور للمدعو نور؛

رد عليه السلطان

: هل جننت يا رجل ؟ ماذا تقول ؟

ضحك الوزير المكير وقال

: هو يجبرنا على المستحيل بحبه لزهور

ونحن نطلب منه مستحيل أيضاً ؛

رد الملك : انا لا أفهم شيئا مما تقول

وضح كلامك

ولا تنسى انك تتحدث عن أبنتى؛

رد الوزير :

وستكون هى زوجتى يا مولاى ؛

رد السلطان

: لن أرغمها على زواجها منك

أو من غيرك يا وزير

وانا لم أعطيك كلمه حتى الان

وكل شىء مكتوب ونصيب ؛

واتمنى ان تكون لك زوجه ؛

رد الوزير: وهذا لن يكون

طالما نور على قيد الحياه ؛

رد السلطان : ماذا تريد ان تفعل ؟

قال الوزير؛ أسمعنى ولا تقاطعنى يا مولاى ؛

رد السلطان : تكلم يا وزير؛

قال الوزير: غدا يدور المنادى ينادى

معلناً زواج الاميره زهورألى نور ابن الغندور

ونعلق الرايات وتدق الطبول

ويكون زواج صحيح

قاطعه الملك :

أرى انك غير موزون

وتهذى بكلام غير مفهوم

ولا تدرى ماذا تقول ؛

رد الوزير على الفور:

انتظر يا مولاى سأخبرك ؟

ثم قال :

وبعد اتمام الزفاف نطلب منه المستحيل ؛

قال له السلطان : وما هو هذا المستحيل ؟

رد الوزير:

المستحيل هو ان نطلب منه

ان يكون مع الاميره غلام بعد عام

من الزواج دون ان يلمسها ولا تلمسه ؛

هى تبقى فى جناحها والمفتاح معك

وهذا النور يذهب ينير عند ابيه

وبعد العام بالطبع لن ينفذ المطلوب

ويقع عليه القصاص بقطع رأسه ورأس ابيه

ليكون عبره لمن يسير فى نهجه

==

فكر السلطان وبدافع حبه لابنته

وافق على حيلة الوزير المكير

وأخبر زوجته بالأمر

وطلب منها الموافقه بلا نقاش؛

وفى الصباح نادى المنادى بأعلان الزفاف

ودقت الطبول وعُلقت الرايات

وذهب الحراس احضروا الغندور وابنه نور

وارتدى نور ملابس الزفاف وابيه بجواره

وهما لا يعلمان شيئاً عما يحدث

وتم اتمام الزواج وزهور تجلس بجوار نور

وعرائس الرقص تدور

والزغاريد ترن فى المكان حتى الصباح ؛

ونور وزهور لا يعلمان عن الأمر شيئا

وأنفض العرس ورحل المعازيم

عندئذّ اخذ السلطان ابنته ومعها وصيفتها

وأدخلهما فى محبسهما

وقال الوزير للغندور والد نور

: بعد عام بالتمام والكمال

نريد ان نرى الاميره وهى تحمل غلام

والا قطعت رأسيكما

وهيا الان أرحلا من هذا المكان

وأمرالحراس بطرد نور وابيه الغندور

وعادا الى دارهما مهمومان

وعلمت كل الرعيه بهذا الامر

والكل كان حزين على نور؛

.......................

مر اقل من اسبوع ؛ نور مريض

وابيه مع الافكار يجول

وفجاء نادى الغندور بصوتاً عالياً

: يا نور يا نور

هم نور الى أباه ظنا منه انه حدث له مكروه

وحين وصل اليه احتضه وهو يقول

: ما بك يا أبى ؟

ضحك الغندور وحضن ابنه وهو يقول

: وجدتها يا نور وجدتها يا نور ؛

رد نور فى استغراب على ابيه وقال

: ماذا وجدت يا أبى ؟

رد ابيه وهو يقبله وقال

: بمالى وعقلى ستكون انت السلطان

وانتصر على الوزير المكير ؛

قال هذا ونظر الى نور وقال

: هيا يا بنى تعالى لتتعلم من أبيك

احضر غندور كل ما يملك من ذهب ومجوهرات

وظل لمدة تزيد عن أسبوع

وكانت الحصيله انه صنع غزاله جمليه

اكبر من أى غزال واجمل من أى غزاله

ولها باب سحرى

قال نورلأبيه وهو ينظر عليها فى أعجاب

: وماذا بعد يا أبى ؟

قال أباه : أدخل الان داخلها يا نور

دخل نور وسحب الباب وأغلقه عليه

وكان فى يده الناى وظل يعزف به من الداخل

فكان الصوت المسموع من الخارج

اجمل من أى نغم ؛

طرق عليه اباه ففتح نور

وخرج من الغزاله وقال لأبيه

: وماذا بعد يا أبى

رد عليه ابيه وهو يشعر بالانتصار

: سأرد عليك غداً يا نور

هيا يابنى اذهب اخلد الى النوم الان

وحين هل الصباح خرج الغندور

قاصدا بيت امرأه من اقرباء أم نور

التى ماتت بعد ان انجبت نور ؛

وحين وصل الى الدار طرق الباب

فتحت له المرأه

وحين رأته على الفور سألته عن نور فقال لها

: نحن بخير ونشكر الله واتيت اليكى الان

من اجل نور؛

ردت المرأه أفديه بكل ما أستطيع ؛

شكرها واخبرها بما يريد وقال لها

: سوف انتظرك فى الغد

ويفعل الله ما يريد وتركها وعاد الى نور؛

وفى الصباح حضرت المرأه وشاهدت الغزاله وقالت

: سبحان الله يا غندورانت فنان

وصدقت فيما قلته لى بالامس

رد عليها الغندور

: بعد ساعه من الان

ستكون هذه الغزاله عندك فى الدار

وعليكى باكمال المشوار هيا توكلى معك الله

واوصى الغندور ابه نور قائلا

ستكون بداخل الغزاله

وسوف ارسلها الى قصر السلطان

وانشاء الله ستلتقى بزهور

اذا الله اراد وتم المراد

وتأكدت ان زهور حامل

علق لى رايه هذه الرايه الخضراء على الشباك

؛

وخرجت المرأه من عند الغندور متوجهه الى قصر السلطان وطلبت مقابلته فى الحال لأمر هام ؛

وافق السلطان ودخلت عليه

والقت التحيه والسلام

وقالت :

: يا مولاى انا من رعاياك

وأعيش بمفردى فى الدار

وعندى غزاله كبيره مصنوعه من الذهب

كانت مملوكه لجدتى لا يعلم بها احد

وهى تسلينى فى وحدتى التى كتبها علىّ القدر

لان جمالها لا يوصف

واحيانا أسمع منها أصوات

اجمل من أى ناى ؛

ردعليها السلطان

: واين هى هذه الغزاله العجيبه الان ؟

ردت المرأه

: فى مكانها فى الدار

ولو يسمح مولاى ان يرسل معى رجلان

بعد ان استريح قليلاً

لكى يحضروها الى مولاى

حتى أعود أن اراد الله

وسوف اتغيب شهران أو ثلاثه شهور؛

رد عليها السلطان استريحى كيفما تشائى

وتذهب معك العربه والرجال لأحضار امانتك

وأمانتك فى الحفظ حتى تعودى بسلامة الله ؛

جلست المرأه مده تزيد عن الساعه

وبعدها ذهبت الى السلطان

وقالت له : اسمح لى يا مولاى بالانصراف الآن على ان أراك بخيرعند الميعاد

وركبت العربه وتوجهت الى دارها

حسب اتفاقها مع الغندور

وحين وصلت أستأذنت من الرجال

وتركتهم خارج الدار خوفاً من ان يكون نور

لم يدخل الغزاله ؛

طرقت بأصبعها على جسم الغزاله

ونادت بصوت منخفض

: نور نور

رد عليها نور

: نعم انا هنا بالداخل يا خالتى ؛

وعلى الفور خرجت للرجال وقالت لهم

: هيا تعالوا يا رجال ؛

وحملوا الرجال الغزاله وهم مبهورين منها ووضعت فوقها حرام كى لايراها احد

وطلبت منهم ألا يكشفها أحد حسب أوامر السلطان ؛

وحين رأها السلطان

وقف من مجلسه على الفور وقال

: يا لله يا سبحان الله

لا يستطيع انسان ان يصنع مثلها الان ؛

ووقفت السلطانه امامها تتأمل فى اندهاش ؛

وماهى الا لحظات

ونفخ نور فى الناى فخرجت منها اصوات فاقت أجمل الاصوات

قال السلطان لزوجته

بعد ان سرح بخياله فى ابنته

المحبوسه فى داره

سوف توضع هذه الغزاله عند زهور

قلبى يتمزق عليها ولكنى مغصوب ؛

: ونادى على الحراس

كى يضعوا تلك الغزاله عند زهور؛

حضر احد الحراس

واخد مفتاح الجناح المحبوسه فيه الاميره زهور

وفتحوا الباب وادخلوا الغزاله فى غرفة زهور ؛

وردوا مفتاح الجناح الى السلطان

وحين شاهدتها زهور

كانت نظرتها غير نظرات كل من رأها

اخذت تلف حولها

وهى تقول لوصيفتها بدور

: انظرى يا بدور

أن معظم هذه المجوهرات التى تزخرف الغزاله رأيتها فى حانوت نور ؛

ردت بدور وقالت

: ومن الذى سوف يأتى بمجوهرات نور

الى هنا يامولاتى ؛

سمع حوارهما نور

انشرح صدره وامسك بالناى

وأخذ يعزف

ما كان يعزفه عندما أتت أليه زهور؛

هبت زهور وامسكت ببدور

وهى تتحسس الغزاله وتطرق عليها

وهى تقول :

: نور هنا يا بدور نور هنا يا بدور ؛

وهزت الغزاله بعنف وهى تبكى وتقول

: اخرج لى يا نور؛

وعلى الفور خرج نور

وأحتضن زهور وبكت على صدره

وبكى على صدرها

وبدور تنظر الى السماء وتقول

: أشكرك يالله يارب العالمين ؛

وعاش نور مع الاميره زهور عروسان

دون ان يشعر بهما احد الا بدور

التى كانت فى قمة السرور

وبعد ثلاثة شهور

حضرت المرأه وطلبت مقابلة السلطان

وبعد أن أذن لها دخلت وسلمت وحيت

قالت :

: أريد امانتى يا مولاى

فانا لا أستطيع ان أحيا فى الدار يوماً واحداً

دون ان أراها أو اسمعها

رد الملك :

لكى ما تشائين

وأمر الرجال الذين أحضروها ان يردوها

الى حيث كانت موجوده ؛

وخرج الرجال ومعهم الغزاله وبداخلها نور

وحملوها الى بيت المرأه ووضعوها مكانها وخرجوا

وأغلقت المرأه الباب وطرقت على نور

وقالت :

: اخرج يانور الدار امان يابنى

خرج نور واخذها بالحضن

وماهى الا دقائق وسمعت طارق على الباب

فتحت فكان الغندور

دخل مسرعاً وجد ابنه نور رجع سليم معافى

وصحته افضل مما كانت عليه

اخذه فى احضانه وهو يقول

: نجحنا يانور

قال نور :

نجح السلطان غندور يا أبى

مر العام وخلاله علمت السلطانه بما حدث

وعلمت أن ابنتها اصبحت حامل

من نور زوجها بصحيح الزواج

ظلت تراعى ابنتها حتى ولدت

رزقها الله بمولود جميل

والسلطان لا يعلم عن الأمر شىء

وعند الميعاد كانت البلاد فى حزن

على ما سوف يحدث لنور وأبيه الغندور

ونور وابيه يبدوان فى قمة السعاده

احضروهما الحراس الى مجلس القصر

ووقفا امام الملك

وقال الوزيرمنادياّ الحراس

: احضروا السياف الان ؛

ردت الملكه

: انت لا تأمر فى وجود الملك يارجل

ونظرت الى الملك وقالت :

اعطي الحراس المفتاح يا مولاى

كى يفتح باب جناح زهور

ونرى زهور ؛

نظر اليها الملك فى أستعجاب

وأعطاهم المفتاح ؛

وماهى الا لحظات

وكانت زهور أمام الجميع

وفى حضنها طفل بديع

وقبل ان يفتح الوزير فمه

استأذنت السلطانه بالكلام

ونادت على الحراس

واشارت على الوزير

وهى تقول :

: اقبضوا على هذا الخائن

ونظرت الى السلطان

الذى كان ينظر الى ما يجرى حوله

ولا يفهم منه شيئا

وقالت : هذا الذئب يا مولاى

كان يخطط لقتلك ولولا حراسك المخلصون

الذين كانوا يفشلون مخططاته

لكنت فى عداد الموتى

وأوضحت له كل مخططات الوزير

بشهادة الجنود المخلصين

فأمرالسلطان بقع رأس الوزير

وقال للسياف :

بعد قتل الوزير

انتظر ولا تغادر المكان

واتجه صوب زوجته وقال لها :

كيف تسمحين لنفسك

ان تدخلى نور الى دارى دون علمى

ابتسمت وقالت :

: اقسم بحياتك يا مولاى

أنا مثلك لم أعلم ألا بعد أن خرج نور من القصر

رد الملك وقال :

ارجوكم لا تفقدونى أعصابى

ونظر الى زوجته وقال لها :

من اذن له بدخول الجناح الذى تقيم فيه زهور

ردت السلطانه وقالت :

أنت يامولاى

وحتى لا تفقد اعصابك

اقول لك الغندور صنع الغزاله

التى أتت بها السيده لكى تودعها امانه

كما قالت وكان بداخلها نور

وهنا ترنخ الملك وقال لها :

لا تكملى وذهب الى كرسيه

وجلس ونظر الى ابنته

وفرد لها ذراعيه فاقبلت عليه تقبله

واخذ حفيده وظل يلف به فى المكان

وجلس على كرسيه وهو يحمله

ونادى على غندور

وقال له

: صدقت يارجل

سلطان ذكاء عقلك ومجوهراتك

جعلوا منك سلطان

وابنك تزوج بنت السلطان

وغدا يكون هو سلطان البلاد

==========

مع تحياتى

قلم الصابر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق